يمكن نشر المفاعلات النمطية الصغيرة والمفاعلات الصّغرية في أماكن نائية، بل وقد تكون للمفاعلات النمطية الصغيرة أيضاً استخدامات مهمة في صناعات مثل تصنيع المواد البلاستيكية أو غيرها من أشكال المعالجة الصناعية باستخدام الحرارة. وتولّد مفاعلات القوى النووية الحالية كميات ضخمة من الحرارة، ولكن تنبعث قرابة 60 إلى 70 في المائة من هذه الحرارة نحو البيئة بسبب كفاءة تحويل البخار إلى كهرباء.
وتتمثل إحدى طرق استخدام القوى النووية بكفاءة أكبر، مع خفض انبعاثات الكربون، في استخدام الحرارة الناتجة عن المفاعلات النووية في العمليات الصناعية أو الكيميائية. ويدعم برنامج إيضاح المفاعل المتقدم التابع لوزارة الطاقة الأمريكية تطوير مفاعل نمطي صغير مرتفع الحرارة مبرَّد بالغاز لنشره في مجمّع تصنيع المنتجات الاستهلاكية.
وتعتزم شركة داو للكيماويات استبدال محركات الاحتراق والبخار التي تعمل بالغاز بمفاعلات نمطية صغيرة كجزء من التزام شركة داو بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030. وتهدف شركة داو إلى تحقيق الحيادية الكربونية بحلول عام 2050.
ويعدُّ المفاعل النووي المرتفع الحرارة، القادر على إنتاج الحرارة عند 750 درجة مئوية، مناسباً على وجه التحديد كوسيلة منخفضة الكربون لإنتاج الأوليفينات، وهي مركبات كيميائية يمكن استخدامها كمواد بادئة للمواد البلاستيكية والمنظفات والمواد اللاصقة. وسيقام المفاعل النمطي الصغير المقترَح لشركة داو في موقع تصنيع قائم في سيدريفت بولاية تكساس، ومن المتوقع أن يخفض الانبعاثات في الموقع بنحو 440000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. وسيُستخدم المفاعل النمطي الصغير لتوفير الحرارة المستخدَمة في المعالجة الصناعية لتصنيع منتجات مثل البولي إيثيلين المستخدَم في التغليف والدهانات والرغاوي.
ومن المتوقع أن يبدأ بناء مشروع المفاعلات الأربعة في عام 2026 وأن يكتمل بحلول نهاية العقد. وقال جيم فيترلينغ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة داو، إن المشروع "سيمكّن شركة داو من أن تقطع شوطاً كبيراً في خفض انبعاثات الكربون لدينا، مع تقديم منتجات ذات بصمة كربونية أقلّ لعملائنا والمجتمع". وأضاف قائلاً إنّ المبادرة "ستكون بمثابة مثال رائد لكيفية قيام قطاع الصناعة بإزالة الكربون بطريقة مأمونة وفعالة وبتكلفة ميسورة".
وتساعد الوكالة على تنسيق جهود البلدان في جميع أنحاء العالم لتطوير المفاعلات النمطية الصغيرة والمفاعلات الصّغرية من خلال الجمع بين الخبراء والهيئات الحكومية والرقابية للنهوض بالنشر المأمون والآمن لهذه التكنولوجيا الجديدة. وكانت الوكالة قد أطلقت مبادرة التنسيق والتوحيد في المجال النووي في حزيران/يونيه 2022، وأطلقت المنصة المعنية بالمفاعلات النمطية الصغيرة وتطبيقاتها في عام 2021. وتهدف مبادرة التنسيق والتوحيد في المجال النووي إلى النهوض بتنسيق وتوحيد نُهج التصميم والتشييد والنُّهج الرقابية والصناعية المعمول بها فيما يخصُّ المفاعلات النمطية الصغيرة، بينما تدعم المنصة المعنية بالمفاعلات النمطية الصغيرة جميع جوانب تطوير المفاعلات النمطية الصغيرة ونشرها وترخيصها والإشراف عليها.