استخدام المستنقعات الاصطناعية لاستصلاح مياه الصرف الناتجة عن التعدين
أثبتت المستنقعات الطبيعية — التي يحدث فيها ترشيح المياه العذبة نتيجة للعمليات الفيزيائية والجيوكيميائية والبيولوجية في التربة والرواسب والنباتات — فعاليتها في عزل الملوثات من المياه الملوثة. وتستخدم المستنقعات الاصطناعية — وهي نُظم هندسية تستخدم بالفعل هذه العمليات الطبيعية نفسها — لمعالجة مياه الصرف الصحي في جميع أنحاء العالم. وعادة ما تكون أقل تكلفة وأقل استهلاكا للطاقة في التشغيل والصيانة مقارنة بالنُظم التقليدية لمعالجة النفايات.
ويتزايد استخدام المستنقعات الاصطناعية لاستصلاح المياه الملوثة بالنواتج الثانوية للتعدين مثل المعادن الثقيلة والعناصر السامة الأخرى. ويمكن أن تستمر هذه النواتج لعقود بعد توقف التعدين، مع ما قد يترتب على ذلك من آثار خطيرة على الصحة البشرية والنظم الإيكولوجية المحيطة.
وعند تعدين اليورانيوم، غالبا ما توجد ملوثات مشعة طبيعية في مياه الصرف الصحي مثل الرادون والراديوم. ووفقا للسيدة هانا أفوم، الخبيرة في التكنولوجيا الصناعية في الوكالة، "هناك فجوة بحثية في مدى فعالية النباتات والرواسب في إزالة الملوثات المشعة في المستنقعات الاصطناعية."
وللمساعدة على سد هذه الفجوة، أطلقت الوكالة مؤخرا مشروعا بحثيا منسقا يستخدم المقتفيات الإشعاعية لدراسة الكيفية التي تنجح فيها التربة والحصى والنباتات في المستنقعات الاصطناعية من إزالة وتحويل الملوثات في مياه الصرف الصحي الناتجة عن تعدين اليورانيوم والنحاس والذهب. وبالنظر إلى احتمال أن تنخفض قدرة المستنقعات الاصطناعية على أداء هذا الدور بمرور الوقت، سيضطلع المشروع أيضا بدراسة الديناميكيات المائية للتدفقات وسيقوم بجمع البيانات لتحسين تصاميم المستنقعات المستقبلية.
وقال السيد أفوم: "يمكن أن تمنحنا البحوث المركزة رؤى حاسمة لتوجيه التصاميم المستدامة لهذه النظم وتحسين عزل الملوثات على المدى الطويل."
وتتعرض نظم المياه في العالم لضغوط متزايدة بسبب النيتروجين والمركبات المثيرة لشواغل ناشئة، والمواد البلاستيكية الدقيقة والمعادن الثقيلة. وتقدم العلوم النووية حلولا لمواجهة هذا التحدي.