يستلزم طريق الوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر سلسلة من الخيارات المعقدة. ويجب على واضعي السياسات أن يرسموا مساراً للطاقة استناداً إلى ما هو متاح من موارد وتكاليف وتكنولوجيات للطاقة (بما في ذلك التكنولوجيات التي لا تزال قيد التطوير). ومن خلال الاستفادة من نمذجة سيناريوهات الطاقة المتقدمة، تعمل مبادرة Atoms4NetZero التي أطلقتها الوكالة على مساعدة البلدان على اتخاذ قرارات قائمة على العلم بشأن الإمكانات الكاملة للطاقة النووية - بما في ذلك القطاعات غير العاملة في مجال توليد الكهرباء - من أجل الاستعداد للانتقال نحو الوصول بصافي انبعاثات غازات الدفيئة إلى مستوى الصفر.
ويقول هنري بايير، رئيس قسم التخطيط والدراسات الاقتصادية في الوكالة: "إن الخطوة الأولى بالنسبة لأي بلد يسعى إلى تحقيق أهدافه بشأن الوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر هي تقييم بنيته الأساسية القائمة للطاقة، بما في ذلك مصادر توليد القوى وشبكات النقل وأنماط الاستهلاك". ومن خلال تحليل البيانات السابقة والحالية، ونمذجة الطلب على الطاقة في المستقبل، يمكن لواضعي السياسات تحديد المجالات التي تحتاج إلى التحسين وتحديد أولويات الاستثمارات لإرساء نظم طاقة نظيفة ومرنة".
وهناك عدد متزايد من البلدان المهتمة بالأخذ بالقوى النووية أو التوسع فيها أو تشرع في ذلك. وفي مؤتمر المناخ COP28 في دبي، تعهد أكثر من 20 بلداً بالعمل من أجل مضاعفة القدرة النووية ثلاث مرات للوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر. ويجري حاليًّا تشييد نحو 60 مفاعل قوى نووية تبلغ قدرتها الإجمالية نحو 60 غيغاواط (كهربائي) في 17 بلداً، وأكثر من ثلث هذه المفاعلات موجود في الصين، وهي المشيِّد الأكبر للمفاعلات في العالم. وتقول الوكالة الدولية للطاقة إن القدرة النووية العالمية يجب أن تزيد إلى أكثر من الضعف بحلول عام 2050 للوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر، وهو مستوى يتسق مع سيناريو الحالة المرتفعة للتوقعات السنوية للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن القوى النووية حتى عام 2050.
ومع ذلك، فإن الوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر يتطلب أكثر من الكهرباء النظيفة. ومن خلال وسائط نقل الحرارة والطاقة المنخفضة الكربون مثل الهيدروجين، سوف يتطلب الأمر إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب إزالته منها مثل البتروكيماويات والصلب وصناعة الأسمنت والنقل، والتي تساهم مجتمعة في حوالي 60% من انبعاثات غازات الدفيئة.