الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
من أحدث أمثلة التكنولوجيات الجديدة التي تستفيد منها الوكالة مجموعة الخوارزميات القائمة على التعلم المعروفة باسم الشبكات العصبية أو بالمسمَّيَين الأكثر شيوعاً: الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
ويسمح استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للمحللين والمفتشين بالتركيز على الأنشطة الأعلى قيمة من خلال أتمتة العمليات الروتينية، ودعم العنصر البشري في اتخاذ القرارات، وضمان جودة البيانات ودقتها عن طريق تحديد الأخطاء.
ويستعرض المحللون التابعون للوكالة كميات كبيرة من البيانات المستمدة من مصادر متنوعة، ومنها نظم المراقبة بالفيديو. وفي عام 2021، بلغ عدد الكاميرات التي تشغلها الوكالة في المرافق النووية حول العالم أكثر من 1300 كاميرا مراقبة. وتعمل هذه الكاميرات على مدار الساعة بما يكفل الاطلاع المستمر على المواد والمنشآت النووية ويسمح للمفتشين بالتحقق من عدم حدوث أي وصول غير معلن إلى المواد وعدم إساءة استخدام المرفق. وفي غالبية الحالات، يجري تشغيل نظم متعددة للمراقبة بالكاميرات توفِّر كميات كبيرة من البيانات التي يلزم أن يستعرضها المفتشون. وتوفِّر تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي الأساس الذي تقوم عليه برامجية استعراض المراقبة من الجيل التالي التي تكفل تحليل هذه البيانات بكفاءة.
وفضلاً عن استعراض البيانات الخاصة بالمراقبة، يمكن للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أن يعززا أنشطة جمع المعلومات من مصادر متنوعة ودمجها وتحليلها. ويمكن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة تحليل المعلومات المعلنة من الدول بشأن تصميم المرافق وحصر المواد النووية، والمعلومات التي تُجمع أثناء عمليات التفتيش، وكذلك المعلومات ذات الصلة بالضمانات المستمدة من مصادر مفتوحة. وتوفر تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي أيضاً إمكانية الكشف عن الأحداث المتصلة بأمن المعلومات والتصدي لها. وتستخدم الوكالة أدوات متاحة تجاريًّا يدخل الذكاء الاصطناعي في تركيبها للتعامل مع التهديدات السيبرانية، والتلاعب بالمعدات، والتحقق من موثوقية المعلومات الحساسة وتشفيرها.
ومجاراةً للتقدم في التكنولوجيا النووية، تتطور تقنيات الضمانات باستمرار. وهناك تطورات جديدة تلوح في الأفق، ولذلك تبادر الوكالة إلى استكشاف الكيفية التي يمكن أن تسهم بها التكنولوجيات الابتكارية في الاضطلاع بمهمتها في مجال التحقق.